شارك مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي في منتدى مستقبل التعليم 2122 الذي نظمه مركز مستقبل التعليم الرقمي في جامعة كامبردج.
وقدم الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي شرحا لرؤية الجامعة في إنشاء مركز الدراسات المستقبلية الذي أُنشئ في بداية 2020، والتي استهدفت أن يكون للجامعة دور حيوي في تحقيق استراتيجية استشراف المستقبل التي أطلقتها حكومة الإمارات في 2016، ودور حيوي في تأهيل وتدريب الكفاءات المتخصصة في هذا المجال وأن يلعب المركز دورا مهما في تحقيق رؤية وخطة مئوية الإمارات بأن يكون لدينا أفضل نظام تعليمي في العالم في 2071.
وقال إن المركز هو واحد من مجموعة مراكز تحتضنها الجامعة وتعتبر فريدة من نوعها في المنطقة والتي تعمل على بناء إمكانيات علمية لاستشراف المستقبل وتعزيز الدراسات المستقبلية في قطاعات الصحة والطاقة والتربية والأمن والمواصلات وقطاعات أخرى.
وأكد البستكي أهمية الدراسات المستقبلية وأهدافها والمناهج المستخدمة فيها والركائز التي تقوم عليها مشيرا إلى أن هذه الدراسات تساعد على تحفيز الإنسان على الانطلاق والتفكير في المستقبل وتخيله وتصميمه وتنفيذه، والعمل على تطوير قدراته في هذا المجال.
وأضاف أن المجلس التنفيذي للمركز يضم عددا من الخبراء العالميين في استكشاف المستقبل ومنهم بيتر بيشوب واندي هاينز وسكوت سميث ودريك وودجيت وتيري هوم.
وقال الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، أننا نفخر أنا وزميلي د. فواز أبو ستة، مدير أبحاث المستقبل في المركز بدعوتنا للمشاركة في هذا المنتدى الأول لجامعة كامبردج في استشراف مستقبل التعليم بعد مائة سنة من الآن، ومشاركتنا في هذا المنتدى دليل لما وصلت إليه دولة الإمارات في مجال استشراف المستقبل بشكل عام واستشراف مستقبل التعليم بشكل خاص، ودليل على رؤية القيادة الرشيدة للدولة وتوجهها في الاهتمام باستشراف المستقبل ليكون ركيزة أساسية لعمل حكومة دولة الإمارات، وهذه المشاركة إنما هي حصاد وثمرة هذه الاستراتيجية.
وأكد د. الظاهري أنه من الضروري أن نستشرف مستقبل التعليم حتى نستطيع أن نستوعب المتغيرات التي تؤثر فيه وخاصة الابتكارات التكنولوجية المتسارعة مثل ما نراه الآن في إمكانيات الذكاء الاصطناعي والابتكارات المتسارعة في هذا المجال، وبداية تشكيل عالم الميتافيرس (Metaverse)، وتجارب التعلم الغامر، والتي ستوفر تجارب تعلم مخصصة لكل طالب حسب إمكانياته ورغباته، وأن استيعاب هذه المتغيرات سيساعدنا على رسم سيناريوهات وبدائل لمستقبل التعليم ويتيح لنا الفرصة لتشكيل وتهيئة المستقبل الذي نريده لأحفادنا.
وأضاف أنه بدون دراسات وأبحاث مستقبلية لا يمكن للحكومات أن تكسب المعركة على العديد من الاضطرابات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية وأن الفائزون هم أولئك الذين يتمتعون بإجراء الخطوات الاستباقية والنظرة الاستشرافية في تشكيل المستقبل.
وأشار د. فواز أبو ستة إلى أن المشاركة في المؤتمر تمثلت في تصميم تحدي لاستشراف مستقبل التعليم في 2122 بالاعتماد على إرهاصات الخيال العلمي والإشارات التكنولوجية التي نراها الآن مثل زراعة الرقائق الإلكترونية في المخ وإمكانيات التعديل الجيني والمتوقع لها أن تحدث ثورة مماثلة لثورة الذكاء الاصطناعي التي نعيشها الآن، والوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام واستخدامه في الروبوتات، والتعلم الغامر بالحواس الخمس والذي من المحتمل أن يتحقق في المستقبل، حيث إن بعض هذه الإشارات ما زالت في طور الخيال العلمي الآن ولكن ستصبح حقيقة في المستقبل، وهذه التوجهات التقنية ستؤثر على شكل عملية التعلم وتحصيل المعرفة وعمل المدرس في المستقبل.