جامعة دبي تنظم ندوة لسيناريوهات المستقبل بعد “كورونا”؛ 54٪ من الحضور مع السيناريو المتفائل

نظم مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي ندوة افتراضية تحت عنوان كيف يمكن للحكومات أن تستعد للمستقبل بعد “فيروس كورونا”. وحضر الندوة التي أدارها مدير المركز الدكتور سعيد الظاهري أكثر من 75 مستشرف محلي ودولي وخبراء الاستشراف إضافة إلى خريجي وأعضاء هيئة تدريس وموظفي جامعة دبي.

 وانضم إلى الندوة كل من ديريك وودغيت، رئيس شركة “فيوتشر لاب” كمقدم من كرواتيا والدكتور فواز أبو ستة مدير برامج المركز الذي انضم عبر الإنترنت من أبو ظبي.

وشدد الدكتور الظاهري في مقدمته على أهمية الرؤية المستقبلية للحكومات بعد فيروس كورونا المستجد وأهمية التفكير المستقبلي للكشف عن القدرات والكفاءات.

 وأوضح مهمة مركز الدراسات المستقبلية في مساعدة الحكومات والمنظمات على بناء القدرات لتقديم خطط عمل استراتيجية استشرافية.

 وأشاد السيد وودغيت بإنجازات حكومة دولة الإمارات في مكافحة الفيروس وقدرتها على احتواء الوباء وعملها كمثال يحتذى به في كيفية توقع الحكومات للمستقبل واستعدادها للتغلب على الأوبئة والكوارث والأزمات.

 وأشار إلى أن هذا الوباء يلعب دورا أساسياً في تغيير المنظومة العالمية والمجتمعات ويشمل ذلك النظام الصحي والأخلاقي والتقدم التكنولوجي مثل الروبوتات وتقنية النانو والتكنولوجيا الحيوية والعلاقة بين الإنسان والآلة.

 وأشار الدكتور أبو ستة إلى أربعة سيناريوهات متوقعة لما بعد الوباء هي “خط الأساس،التوازن، التحول والانهيار”. 

السيناريو الأول “خط الأساس” أن يخضع الفيروس للسيطرة جزئياً، الركود الاقتصادي المعتدل الذي يؤدي إلى التعافي السريع، والانفتاح التدريجي للشركات، ومناطق السفر، وأشكال جديدة من التعليم وبعض الابتكار في قطاع الصحة والقطاعات الأخرى.

السيناريو الثاني “التوازن” من خلال الانكماش الاقتصادي لفتح الأعمال مما يؤدي إلى تخفيف إجراءات منع التجمعات والمجالات الاجتماعية، وحدوث موجة ثانية من العدوى، تواجه بإجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي وتطوير تقنيات جديدة. 

السيناريو الثالث “التحول” وتطوير لقاح من خلال التعاون العالمي، والانتعاش السريع في السوق، ورؤية المجتمع والأعمال الصديقة للبيئة، وأشكال جديدة من التحالفات، وتحقيق قفزة في العلم والابتكار من شأنها أن تؤدي إلى مراقبة واستعداد أفضل للعدوى والكشف السريع عن الأمراض.

السيناريو الرابع “الانهيار” وأن يتحول الفيروس ويصبح أكثر فتكًا وخطورة على البشرية، وتلقي الدول والحكومات باللوم على بعضها البعض، وتقاتل الدول من أجل وجودها واستمراريتها، ويحدث ركود اقتصادي عالمي وطويل، وتسود القومية والشعبوية وتحطم الرأسمالية.

وفي نهاية الندوة الافتراضية، أجرى الدكتور الظاهري استبيانًا فوريًا طلب فيه من المشاركين اختيار أحد هذه السيناريوهات وصوت 54٪ من الحاضرين لصالح السيناريو المتفائل “التحول”.

كما ركزت المناقشات خلال الندوة على كيفية تمكن الحكومات من مكافحة عالم متقلب ومعقد وغامض واستخدام الرؤية المستقبلية لتكوين رؤية لمساعدة صناع القرار على اتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه الشكوك والأزمات والكوارث.

وقال الدكتور الظاهري إن إيقاع وسرعة التغيير في العالم يمثلان تحديات أمام الحكومات والمنظمات للتكيف. 

وأضاف أنه بدون دراسات وأبحاث مستقبلية لا يمكن للحكومات أن تكسب المعركة على العديد من الاضطرابات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية وأن الفائزون هم أولئك الذين يتمتعون بإجراء الخطوات الاستباقية والنظرة الاستشرافية في تشكيل المستقبل.