لقد فقدنا أبا حنونا على أهله وشعبه، ولقد فقدنا قائدا إنسانيا وسياسيا محنكاً… الله يرحمه ويغفر له ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ويدخله الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” تاريخه حافل بالإنجازات في كل المجالات والأصعدة دون استثناء. دعنا نتحدث عن بعض من هذه الإنجازات التي تحققت في عهده.
لقد نشر المحبة والسعادة والتسامح في الساحة المحلية والإقليمية والدولية. كان بابه مفتوحا لكل من له حاجة دون التفرقة بسبب الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو الجنسية ولا يرد أحداً إذا طرق بابه. كان وجهه بشوشا مبتسما “طيب الله ثراه”. وكان الجميع يحبه ويقدره من داخل الدولة وخارجها. أياديه كانت بيضاء في مساعدة المجتمعات الفقيرة في مسيرته الإنسانية. ففي فترة جائحة كورونا وبناء على توجيهاته قام صندوق أبو ظبي للتنمية بتخصيص ٣٧ مليار درهم لمساعدة الدول النامية على التعافي من الركود الناجم عن تداعيات الجائحة منها ٢,٨ مليار درهم لمساعدة ١٠ دول على تجاوز تحديات الكورونا. وخلال السنوات العشر الماضية بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات ٢٠٦ مليارات درهم لتوفير الدعم التنموي والإنساني والخيري لعدد من الدول النامية.
أما المساعدات في مجال الطاقة ومجال التنمية المستدامة فقد ساعدت دولة الإمارات دول جزر الكاريبي وجزر الباسيفيك “المحيط الهادئ” وبلغت قيمة المساعدات ٣٧٠ مليون درهم لدعم مشاريع الطاقة.
أما في مجال التكنولوجيا فكان للفقيد دورٌ أساسيٌّ في تطبيق الذكاء الاصطناعي كبنية تحتية للتكنولوجيا. وأول قرار في هذا المجال للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” استحداث وزارة الذكاء الاصطناعي لتكون جهة ترسم السياسات والنظم والقوانين لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية. وكذلك لعبت دورا في نشر التوعية في المجتمع لاستخدام الذكاء الاصطناعي وكذلك تنظيم دورات وورش عمل ومسابقات ومؤتمرات لتسريع تطبيق الذكاء الاصطناعي وتحسين الخدمات الحكومية وتطويرها بجودة عالية والتسهيل على العملاء للحصول على الخدمات بصورة متقنة وسريعة.
وأما في مجال التعليم العالي وبفضل توجيهاته حدثت تطورات سريعة للجامعات عززت مكانتها وأصبحت تنافس عالميا وتحتل مراتب متقدمة بين الجامعات الكبرى في العالم بفضل بنيتها الأساسية وتفردها في مجال البحوث العلمية.
وللشيخ خليفة “طيب الله ثراه” أقوال مأثورة في الإنسان والعلم والتعليم
“إننا نفكر في كيفية مواجهة المستقبل عندما ينضب البترول وذلك بتنويع مصادر الدخل”
“لقد اعتمدت دولة الإمارات وستواصل اعتمادها على المساهمات الغنية والمتنوعة لثروتها الحقيقية وهي
الإنسان لضمان ازدهارها”
“يجب التزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة والإقبال عليها بروح عالية ورغبة صادقة على طرق
كافة مجالات العمل حتى تتمكن دولة الإمارات خلال الألفية الثالثة من تحقيق نقلة حضارية واسعة”.